حوزة الخراب |
إلى : نصيف فلك متلعثماً يحلُّ قاربَ الكلامِ عن شجرةِ المعنى ( الزقوم ) مبحراً في جهنمَ ومجذافاهُ التجديفُ والإستعارة (1) . المتلعثمُ
سلسلُ فلكٍ دائخٍ ولِدَ أصلعَ وقيلَ إنهُ رأى أباه وأمهُ وهما يرتكبانِ مجزرةَ خلقهِ فتلعثمَ وتأبلسَ فطُرِدَ رجيماً . ظلَّ يدورُ إلى حيثُ لا جهة حتى أودتْ به خطوةٌ إلى المنفى 0(2) هناكَ في حوزةِ الخراب رأى اللهَ ينقّرُ في عيونِ عبادهِ الفقراء ، رأى ساقيةً ترجمُ بالغائط وطيوراً تُقتلُ بالنعيق . في
البدء كانَ رصيفاً يتصفحُ أوراقَ الشارع ويكتبُ ذاكرةَ الحانات (3) ، ثمّ راحَ يسوقُ قطيعَ أوزهِ ــ عابثاً ــ على رصيفِ الجياع وكلما يمرُّ بـ ( كوميتةٍ ) يصابُ بنوبةِ الربو (4) . يقرأ جدرانَ المدينةِ
قينقلبُ ــ كخنفساء لعوب ــ من الضحكِ مطلقاً تهكماتهِ (5) رامياً السماء بتأتأةٍ وأغنيةٍ خرساء . في جهنمَ إستهوتهُ لعبةُ مغافلةِ السدنةِ فراحَ يخرجُ ويدخلُ يخرجُ ويدخلُ كاشفاً سرّ النواطيرِ وصممَ السميع ، حتى ألقي
القبضُ عليهِ متلبساً بالرغبة. وحدهُ في زنزانتهِ راحَ يصوغ للحنينِ حكاياتٍ ، وذكرى ذكرى شرعَ يحفرُ ثقباً في جدار النار حتى استطاعَ الهربَ نحو ( ....... ) فلم يجد هناك غير جحيم ، عندها عاد المتأبلسُ (
الذي رفضَ السجودَ ) إلى جهنمَ زاحفاً ، ساجداً لكلّ من رأى ، رافعاً قبعتهُ بأدبٍ جمّ محيياً سدنةَ النارِ العابسين . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مثلاً : الإستعارةُ خزّافُ العدم شطحٌ ذو جلالين فاضحٌ حماقةَ الوقوفِ على خارطةِ الزمن تحليقُ جذورٍ في زرقةٍ غير السماء الخ ........................ (2) المنفى ممرٌ لا يفضي أو ربما يفضي إلى غير رجعةٍ المنفى خطوةٌ في غير محلها الخ ................... (3) * حينما أقفرتْ حاناتُ ( لاله زار ) انتحرتْ نادلةٌ بكأسِ تيزاب ** كوكوش للمجوسيِّ وحدهُ تتفتحُ زهرةُ الرماد *** الخ ................... (4) كانَ يرددُ : إنهم يحتجزونَ الهواءَ قبلَ وصولهِ مناخيرَ الناس (5) الدينُ إبنُ الله / وبقتلِ الجياعِ تسقطُ المجاعة أنا نقطةُ الله / وخيار سبس أست إن اللهَ اشترى من المؤمنينَ أنفسهم / عيب واللهِ عيب الخ ............. 25/1/1995 فايله
|