جهـانيـم مراثي نفسي |
( .. ) تصحو من أرقها وتدخلُ الحلمَ تقرأُ ملامحَ الظلام كسجينٍ يحصي الجدرانَ آلافَ المرات يوتّرُ روحَهُ ويُطلقُ أغانيه ( .. ) ترمقُ العالمَ من ثقبِ إبرةٍ نفسي التي تعرفُ الضياعَ بلا بوصلة ( .. ) تحلُّ أزرارَها فتندلقُ الجراح تفتحُ أبوابها فيدخلُ الخواء ( .. ) الليلُ أشجارٌ سودٌ وأنتَ كشلاّلٍ صامت ضعْ نفسكَ على المنضدةِ وأسمع هديرَ أحلامها ( .. ) حينما أسدلُ أجفانيَ في الظلمةِ أرى الغرفةَ وقد اكتظتْ بالأفكار ( .. ) مكتنزةٌ روحي كقنبلةٍ موقوتةٍ بانتظارِ مرورِ الله ( .. ) حينما يُسكركَ الحزنُ تقيّأ نفسكَ فالغبيُّ من يحتسي نفسَهُ ويتجشأ ( .. ) أشقى من البياضِ في الهلوسة حكمةٌ شاهقةٌ تستعيدُ نضارةَ الجهل ( .. ) عند الهذيانِ تنتصبُ غريزةُ المعنى ( .. ) مَنْ رأى شجرةً حافيةَ الجذور هاربةً من غاباتِ الشارع ؟ تلكم نفسي ( .. ) وطنٌ أعزلُ إلا من خرائبهِ يدخلُ عتمةَ العالم صراخٌ يتعالى ( .. )
ضفادعُ تـنـقُّ تـنـقُّ أرواحُ الذين سبقوني إلى مستنقعِ النور ( .. ) كبوةٌ واثقةٌ من خطاها وهمُ العكاز ( .. ) هل تُـفضي هذهِ السلالمُ إلى الأبد ؟ أو إلى المتاهة ؟ ( .. ) أأندبُ الخطى راكسةً في القير ؟ أم أندبُ الظهيرةَ سادرةً بحرِّها ؟ ( .. )
من ورقٍ أصفرَ - في لحظةِ حزنٍ ــ أصنعُ مخلوقاتي الكسولةَ الفارغةَ ثم أنفخُ فيها من غضبي حتى تهتاجَ
فأجعلها أنداداً وأصبُّ لعناتي ... وأختفي في المجاز ( .. ) الحنينُ ليلٌ يسري ناسياً خطواتهِ مدفونةً في النهار الحنينُ امرأةٌ تبحثُ في مقبرةٍ عن خاتم ( .. ) نفسي جسدٌ يلصفُ جنوناً ( .. ) من أولِ صرخةٍ عشقتُ نفسي وفي الظلمةِ تسللتُ واستمنيتُ نفسي ثم كرهتُ نفسي ( .. ) نفسي سردابٌ تفوحُ منهُ أسرارٌ شبقية ( .. ) لذّاتٌ خارجةٌ على نفسي تأبى التحكيمَ وتعلنُ : لا حكمَ لغير الرغبة ( .. ) النفسُ المطمئنةُ يسيلُ الصدأُ من أقفالها ( .. ) الخساراتُ أنهارٌ نافقةٌ في روحي ( .. ) آجرةً آجرةً تبني الألمَ حتى يصلَ سقفَ البوح ( .. )
في البردِ والمطرِ عاريةً كانتْ تبحثُ عن ملجأٍ في القصيدةِ وحينما ولجتهُ إنهارَ سقفُ الألمِ عليها ( .. ) ............................... .............................. ( .. ) يا نفسي يا عاهرةً يـا سليطةَ المجاز |