اللعبـة |
في ظهيرةِ خريفٍ دمشقي وفي الطابقِ العلوي من بنايةٍ قربِ قاسيون كنتُ راقداً على الصوفةِ وعيناي تـحـدّقانِ إلى السقـفِ تعدّان النجومَ التي تتلمظُ بضيائها الأحمر . كان
قاسيون يهددني بالردمِ وكنتُ أرددُ بيتَ شعرٍ حفظتهُ في طفولتي عن جبلٍ ( أرعنَ طمّاحِ الذؤابةِ باذخٍ يسدُّ مهبَّ الريحِ من كلّ جانبِ ) ، فجأةً سمعتُ وقعَ أقدامهِ على السلّم . " أخيراً جاءَ ... " قلتُ لنفسي واصطنعتُ تجاهلاً وحزناً واضحين ... الأقدامُ تقتربُ ... أسمعُ لهاثهُ والشتائمَ التي كان يكيلها إلي ... ضحكتُ شامتاً به . " أخيراً جاء .... " إنهُ يقتربُ من البابِ ... لحظاتٍ ويرنُّ الجرس ... دقائقَ ويرنُّ الجرسُ ... ساعاتٍ ... أياماً .... ماذا جرى ؟ هل عادَ أدراجهُ ؟ هل نَدِمَ على المجيء ؟ يا إلهي ماذا جرى ؟ 13/10/1995 دمشق
|