الأمـّهــــات |
جـئـنَ مـن أقـاصــي حـقــولِ الـحــزنِ تـلـوحـهــنَّ شـمــسُ الـمـراعــي ولـيـل الـخـرافــات بـأقــدامٍ مـشـقـقـةٍ كـأرضٍ عـطـشـى مـا كُـنـّـأ لـنـنـامَ إلا عـلـى رائـحـة (الخضيرة) ورائـحــةِ الـعـرقِ الـشـبـقـي كـيـف تـعـلـمـنَ الـغـنـاءَ وموسـقــةَ الـحـشـرجــاتِ عـلـى عيـونـنـا؟ كـيـفَ تـعـلـمـنَ الـتحـضـيـر لـلـثـورةِ واتّــقــنَّ الـخـيـانـات ؟ كـيـفَ اسـتـطـعــنَالـبـقــاءَ فـي غـابـة الآبــاء الــمــوحـشــة ؟ .......................................... لـمـاذا أسـكـرتـنـا الأمـهـات بـ ( مــاء الـغــريــب ) ؟ فصــرنــا نـهــذي بـالـوطــن لـمـاذا عـتـقـنَ بـكـاءنــا ؟ فـعـتـقـنــا فـوضــانــا ونــزقنــا لـمـاذا قـمـطـنـنـا بـحـديـدِ بـراءاتـهــنَ ؟ ألـكــي نـحـســنَ الـمشــي فـي الـطـرقــات الـمـعـوجــة ونـجـهـل الـسـيـر فـي الأنـفـاقِ الـسـريــة لـلـروح ؟ نـتـشـهـى الـسـجــنَ ولقـد دعـونــا كـلَّ ذوي الـشــوارب الـمـفـتـولــة والـعصـي الـغـلـيظـة عـمـومـتـنـــا مـنـحـنـاهــم ولاءَنــا فـسـرقـونــا حـلـيـبَ الأثـداءِ ودفءَ الأفـخــاذ حتـى أبــوابَ انـعـتـاقــنـا ســرقــوهــا مـردديــنَ مـا يمـلـيـه وحـيُ نـبـوءاتـهـنَ ــ الـبـرقُ الـكـاذبُ مـن الـغـيـمِ الـكـاذب ــ ــ والـبـادئُ أظـلــم ــ
لـمــاذا كـل ذلـك قـد حَــدَثَ ونـحـنُ لـم نـفـطـنْ ؟ جـئـن مـن أقـاصـي حـقـول الـحـزنِ تـلـوحـهـنّ شـمـسُ مـراعٍ جــرداء ولـيــلُ خــرافـاتٍ سـاذجــة .................................... .................................... أيـهـا الـطـفـل الـقـادم بـعـدي كيـف تـنـام دونـمــا خــرافــةٍ أو رائـحــةٍ شـبـقـيــة ؟
1986 فـايـله
|