|
|
|
صليب الشهـوة |
|
ألبسوهُ تاجاً من الشوك وحمّلوه صليبه بينما راحت السياط تلهبُ ظهره وهو سائر مطأطئ الرأس خجلاً أو ربما كان يعد الخطواتِ القليلةَ نحو الموت . لم تبدُ على وجهِ أحدٍ علامة شفقةٍ أو رهبة
، بل كانت اللعناتُ تُدلق عليه من الذين اصطفوا على جانبي الطريق وكأنهم يستكثرون عليه اللحظات القليلة الباقية من عمرهِ . - هذه علامة من علامات الساعة- قال شيخٌ بثقةِ العارفِ وهو يرتعش - - أية جريمةٍ أبشع من جريمةِ انسانٍ يغتصبُ أمه ! - قالت امرأة لم تكشف من وجهها سوى عينين يتطاير منهما شررُ الحقد - - تـفـووووو
وأصوات اللعنات تتناغم مع وقعِ السياط فيحثّ السائر إلى الموت خطاه . طلبَ ماءً فسخر الجلادُ منه وصاحَ أحد المتجمهرين " اسقوه ( .... ) " عندها هبّ المحكومُ بالإعدام واقفاً ، ودونما ارغامٍ أو قيادٍ صعدَ واثـقـاً إلى الصليب مغمضَ العينين تلوح على
وجهه كآبة وخوفٌ ممتزج بخجلٍ لم يشفع له عند أحدٍ فارتفعتْ أصواتٌ هيستيرية تصبّ لعناتها القاسية عليه وتوعده بعذاب السعير ، لكن سرعان ما حلَّ صمتٌ جليل كأنه تسللَ إلى المكان خلسةً ، بسطَ سطوته حتى يكاد
المرؤ أن يسمع دقات القلوب كقرع طبول ويضيق بصوتِ أنفاسه . انفجرت صرخةٌ مدوية فاحدثتْ تخلخلاً في الفضاء : - " إيلي إيلي لِـمَ شـبَّـقْـتـَني ؟ " وانهارَ الرأسُ على الكتفِ مسلّماً الروح لبارئها .
فايلة 24/9/2000
|